كان موقع بيت لحم القديم يقع على هضبة الجبل الذي يطل على كنيسة المهد من الناحية الشمالية والممتد من قوس الزرارة حتى ساحة المنارة. وعبر العصور انتشر البناء على الجانب الشرقي والشمالي الغربي، وذلك لأن البناء على الناحية المنخفضة كان صعبا لشدة الانحدار بين المدينة القديمة وكنيسة المهد، وكانت المغارات تبعد حوالي 250 مترًا عن المدينة إلى الشرق حيث ولد المسيح، وبعد انتشار المسيحية ابتدأ بناء الأديرة والكنائس على جانبي كنيسة المهد، وأيضا في السهل المنخفض قليلا أمام المغارات وهي البقعة التي فيها ساحة المهد. |
|
مع مرور الزمن وآثار الحروب والعوامل الطبيعية وتعرض الكنائس والمدينة للدمار والسير على أنقاضها، ارتفع مستوى السهل المنخفض بحوالي خمسة أمتار وأصبح على المستوى الحالي والمعروف بساحة المهد. ويستدل على ذلك مما عثر عليه أثناء حفر أسس العمارات التي شيدت في الساحة من آثار أبنية لكنائس قديمة وآبار وأعمدة ومعموديات من الحجر التي اكتشفت في الموقع. وخير مثال على ذلك: - درج مغارة المهد، فهناك درج جنوبي من جهة الروم الأرثوذكس ودرج من الشمال يخص اللاتين والأرمن، وفي منتصف كل درج تقريبا باب محصن طوله متران وعرضه 65سم. وكان على جانبي المغارة مغارات أخرى بالإضافة إلى المغارات المطمورة والتي كشف النقاب عنها إثر الحفريات. وكان أيضا مستوى الأرض خارج باب المغارة الغربي منخفضا عن مستوى أرضية المغارة .كانت أرضية قاعة العمدان سابقا - التي هي من الفسيفساء - منخفضة تحت مستوى الأرضية الحالية. |
|
وعثر أمام الكنيسة وتحت الساحة المبلطة على آبار ماء وأعمدة كما دلت عليه الصور الملتقطة قديما، كما عثر على آثار كنيسة تحت دار مسلم سابقا التي هدمتها البلدية عام 1965، حيث وجد أسفل المباني والمتاجر عند هدمها في تلك الفترة طابق سفلي، وتحديدا تحت عمارة البلدية التجارية الحالية وكذلك في شارع مغارة الحليب. كما وجدت آثار كنيسة مار يوحنا الإنجيلي ومعمودية من الحجر إثناء الحفريات حول بناية مسجد عمر.كما عثر على قناة الماء داخل خندق منخفض تحت ساحة المهد نافذا إلى أرض دير الروم في الجهة الشمالية ( فندق المانجر) بعمق قُدّر بعشرة أمتار تحت ساحة المهد وبثلاثة أمتار تحت أرض الروم. |
|
ما ذكره العديد من الرحالة والحجاج، " أن بيت لحم القديمة كانت بعيدة عن الكنيسة"، وأن الكنيسة والدير تقعان على الجهة الشرقية للقرية وخارج محيط القرية القديمة. كان في الساحة أمام الكنيسة من الشمال مقبرة الروم الأرثوذكس، التي نقلت بعد قرارا لمنع وجودها من السلطة العثمانية، وبني السور الحالي عام 1905، وحالياً يوجد مبنى الجمعية الوطنية الأرثوذكسية الذي يضم محلات تجارية مطلة على الشارع، ومقر الجمعية ومطعم سياحي، بالإضافة إلى فندق تابع للكازانوفا. وبمرور الزمن ارتفعت أرضية الساحة أمام الكنيسة ما يعادل قدماً واحد عن أرضية الكنيسة. وقدبلطت ساحة الكنيسة بعد موافقة الأديرة الثلاثة عام 1937. |
|
وكان في الساحة حتى عام 1965 مجموعة من البيوت والعمارات القديمة التي استملكتها البلدية تدريجياً، وقامت بهدمها وأصبح مكانها ساحة المهد الحالية التي ما زالت تستخدم كمواقف للسيارات في أيام محددة. يضم محيط الساحة اليوم بناية مركز السلام الذي شيد عام 2000، كما يوجد مبنى البلدية التجاري والمتاجر والمكاتب المختلفة ومبنى مجلس بلدية بيت لحم، والجامع العمري الذي شيد عام 1956، والطرق الفرعية التي تؤدي إلى شوارع حارات بيت لحم. |